أدركت المملكة العربية السعودية -مبكرًا- أن التحول الرقمي عنصر حاسم في تطوير الاقتصاد ورفع كفاءة أداء القطاعات المختلفة. ولذلك أدرجته ضمن رؤية 2030 كمحور استراتيجي. واستثمرت المملكة في البنية التحتية الرقمية لتمكين القطاعات كافة من الاستفادة من أحدث التقنيات.
وتأتي مبادرة تنافسية كواحدة من المبادرات التي تدعم التحول الرقمي في السعودية، والتي أطلقها صندوق التنمية الصناعية السعودي، كنموذج تطبيقي يبرز كيف يمكن دمج التحول الرقمي في الصناعة لتعزيز التنافسية في السوقين المحلي والعالمي.
ما هو التحول الرقمي؟
لا تقتصر مبادرة تنافسية على دعم التحول الرقمي في السعودية من خلال استخدام أدوات أو تقنيات حديثة فقط؛ بل تدعم التحول الجذري في طريقة إدارة المنشآت، وأساليب العمل، ونماذج الأعمال، من خلال توظيف تقنيات مثل:
- الذكاء الاصطناعي
- إنترنت الأشياء
- البيانات الضخمة
- الحوسبة السحابية
- سلاسل الكتل (البلوك تشين)
أهداف التحول الرقمي في السعودية
يتطلب التحول الرقمي تطوير الثقافة المؤسسية، وتدريب الكوادر على التعامل مع الأنظمة الذكية، ولذلك تدعم مبادرة تنافسية تعزيز التفكير المبني على البيانات. وتتلخص أهداف التحول الرقمي في السعودية كالتالي:
1. تحسين الكفاءة التشغيلية
2. تسريع اتخاذ القرار
3. تقليل التكاليف
4. رفع جودة الخدمات والمنتجات
5. تعزيز الابتكار
ولقد شكل التحول الرقمي في السعودية منذ انطلاق رؤية السعودية 2030، محورًا أساسيًا لتطوير قطاعات الصناعة والخدمات وغيرها من خلال جهات متخصصة تدعم ذلك مثل:
- الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)
- الهيئة الوطنية للأمن السيبراني
- وأُطلقت منصات حكومية رقمية متقدمة مثل: توكلنا، أبشر، صحتي، اعتماد. كما دعمت المملكة الابتكار من خلال مشاريع مثل نيوم وذا لاين، ومراكز الثورة الصناعية الرابعة، مما ساهم في خلق بيئة محفزة للنمو الرقمي.
التنافسية الاقتصادية: المفهوم والمقومات
التنافسية تشير إلى قدرة الاقتصاد أو المنشأة على إنتاج سلع وخدمات بجودة عالية وتكلفة مناسبة، مع التميز في الابتكار والنمو المستدام. وهي تقوم على:
- الإنتاجية العالية
- الكفاءة التشغيلي
- الابتكار والبحث والتطوير
- المرونة في مواجهة الأزمات
- بيئة تنظيمية مرنة ومحفزة
ويُعد التحول الرقمي أداة فعالة في تحسين هذه الجوانب، من خلال:
- تقليل التكاليف
- تسريع العمليات
- تحسين جودة المنتجات
- تحسين تجربة العملاء
- رفع القدرة على الاستجابة للسوق
مبادرة تنافسية: تجربة وطنية للتحول الرقمي الصناعي
أطلق صندوق التنمية الصناعية السعودي مبادرة تنافسية لدعم القطاع الصناعي في رحلة التحول الرقمي. تستهدف المبادرة تعزيز جاهزية المصانع الرقمية، وتطوير بنيتها التقنية، وتمكينها من التوسع داخليًا وخارجيًا.
أهداف المبادرة:
1. دمج التقنيات الذكية في العمليات الإنتاجية
2. تقليل الهدر وخفض التكاليف
3. تحسين الجودة وزيادة الإنتاج
4. دعم التصدير للأسواق العالمية
5. تحفيز الابتكار المحلي
مراحل تنفيذ مبادرة تنافسية
- تقييم الجاهزية الرقمية باستخدام أدوات متخصصة
- تصميم خطة رقمية مخصصة وفقًا لاحتياجات كل منشأة
- تنفيذ الخطة بالتعاون مع شركاء تقنيين وبتمويل من الصندوق
تشمل مبادرة تنافسية برامج تدريبية ودعم فني لضمان فاعلية التنفيذ. وإليكم بعض النتائج الملموسة من المبادرة، حيث انها حققت مبادرة تنافسية نتائج واضحة في عدة منشآت صناعية، منها:
- خفض التكاليف التشغيلية بنسبة وصلت إلى 30%
- تقليل استهلاك الطاقة بنسبة 40% باستخدام الحساسات الذكية
- تحسين جودة الإنتاج عبر أنظمة مراقبة رقمية
- تقليل زمن التوريد واستجابة أسرع لتغيرات السوق
- رفع معدلات الإنتاج وتقليل الفاقد
- تسهيل التوسع في الأسواق الإقليمية
- توفير وظائف في مجالات تحليل البيانات والصيانة الذكية
هل يوجد تحديات أمام التحول الرقمي في السعودية؟
رغم الإنجازات، لا يزال التحول الرقمي يواجه تحديات عدة، منها:
- نقص المهارات الرقمية المتخصصة
- ارتفاع التكاليف الأولية للتحول
- ضعف البنية التحتية في بعض المنشآت الصغيرة
- مقاومة التغيير داخل المؤسسات
- المخاطر السيبرانية
ولذلك، تعمل الدولة على، إطلاق برامج تدريب وتأهيل رقمي، دعم مالي وفني للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، تعزيز البنية التحتية للاتصال، وضع تشريعات مرنة تدعم الابتكار الرقمي.
وفي ظل الاعتماد الكبير على التقنية، يمثل الأمن السيبراني عنصرًا أساسيًا لحماية المكتسبات الرقمية. ولهذا الغرض، أُنشئت الهيئة الوطنية للأمن السيبراني والتي تعمل على:
- وضع السياسات والمعايير
- مراقبة التهديدات السيبرانية
- بناء القدرات الوطنية في الأمن السيبراني
- تأمين البنية التحتية الحيوية من الهجمات
الأمن السيبراني لا يضمن فقط الحماية، بل يعزز الثقة في المنظومة الرقمية ويدعم جذب الاستثمارات. وهكذا تدعم مبادرة تنافسية تقنيات متقدمة مثل:
1. الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وتوقع الأعطال
2. إنترنت الأشياء لربط الآلات والخطوط الإنتاجية
3. الحوسبة السحابية لتخزين البيانات وتحليلها
4. الروبوتات الصناعية لزيادة الدقة وتقليل الخطأ
5. تحليلات البيانات لاستخراج رؤى تساعد في اتخاذ القرار